الصحراء المغربية: مسيرة الوحدة من استرجاع الحق إلى ريادة التنمية
بقلم: @cherkiofficiel
لطالما كانت قضية الصحراء المغربية هي القضية الوطنية الأولى، تمثل جوهر الهوية والمصير المشترك للأمة المغربية. إن استرجاع هذه الأراضي إلى حظيرة الوطن الأم لا يمثل مجرد استكمال للوحدة الترابية، بل هو تتويج لمسيرة نضالية طويلة، وخطوة ريادية نحو تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الإقليمي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
تاريخ راسخ وشرعية لا تتزعزع
إن العلاقة بين الصحراء وبقية الأراضي المغربية هي علاقة تاريخية ضاربة في القدم، وتستند إلى البيعة التي تربط سكان الأقاليم الجنوبية بالسلاطين والملوك العلويين على مر العصور. وقد تجسدت هذه العلاقة بأبهى صورها في المسيرة الخضراء المظفرة عام 1975، التي لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت عملاً سلمياً عبقرياً جسد إرادة شعب موحد في استرجاع حقه المشروع.
إن المغرب، بعد استكمال وحدته الترابية، لم يتوقف عند استرجاع الأرض، بل عمل بجد على ترسيخ الشرعية الدولية لموقفه، والرد على محاولات زرع الانفصال، ليثبت للعالم أن وحدته الترابية هي خط أحمر غير قابل للتفاوض.
💡 مبادرة الحكم الذاتي: الرؤية الأفقية للحل
يُعد المقترح المغربي للحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، الذي قدمه المغرب في عام 2007، بمثابة الحل السياسي الواقعي والعملي والجاد والوحيد لإنهاء النزاع. لقد نال هذا المقترح اعترافًا ودعمًا دوليًا واسعًا، حيث أقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بـ "مصداقية وجدية" هذا المخطط، ما جعله الإطار المرجعي لأي تسوية مستقبلية.
تكمن قوة مبادرة الحكم الذاتي في أنها توفر لسكان الصحراء إدارة شؤونهم بأنفسهم ديمقراطياً، مع ضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوطن، مع المحافظة على السيادة الوطنية ووحدة التراب.
المغرب الجديد: نموذج تنموي في الأقاليم الجنوبية
لم تكن عودة الصحراء المغربية مجرد إجراء سياسي أو إداري، بل كانت انطلاقة لعهد جديد من التنمية الشاملة. فقد أطلق المغرب النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي يهدف إلى تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي إقليمي يربط المغرب بعمقه الإفريقي.
يتضمن هذا النموذج مشاريع عملاقة تشمل:
البنية التحتية المتطورة: من خلال موانئ ضخمة (مثل ميناء الداخلة الأطلسي)، وشبكات طرق سريعة، ومطارات دولية.
الطاقة المتجددة: الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يجعل المنطقة رائدة في مجال الانتقال الطاقي.
القطاعات الإنتاجية: دعم قطاعات الصيد البحري، الزراعة، والسياحة البيئية.
هذا التحول لا يخدم فقط مصالح المنطقة، بل يعزز استقرارها ويجعلها فاعلاً رئيسياً في التجارة والتعاون جنوب-جنوب، مؤكداً على دور المغرب كبوابة لإفريقيا.
✨ الختام: وحدة المصير والمستقبل المشترك
إن وحدة التراب المغربي حقيقة تاريخية وقانونية وسياسية، تتجسد يومياً في إرادة الشعب وعزيمة القيادة. إن الصحراء المغربية، بعودتها، لم تزد المغرب إلا قوة، وأثبتت أن الحكمة والواقعية والتنمية هي الأدوات الفعالة لتجاوز التحديات. الوحدة الترابية هي أساس المجد، والمستقبل الواعد للأقاليم الجنوبية هو مستقبل كل المغاربة.
الله - الوطن - الملك
